Vendredi 9 décembre 2024

كل جمعة نحكي على البرد، كي الديسك المكسر، كل جمعة فرد غناية للي العبآد ستانست و فدت و حتى كلمتين هزان معنويات ولاو برشى في اختي. اما يللي تقراو في التدوينة، ملفوفين في حوايج سخان و إلا في بطنيّة، الشوفاج عالخر و كروشكم معبية بفم جاري سخون، تفكرو اللي فمّا مربوطة، أختي، قاعدة تموت بالقهر. قهر تعيش فيه موش خاترها قاتلا روح، أما خاترها قالت أربعة كلمات في بلاد الكلام ولاى فيها ممنوع و يدخل للحبس.
Oui. وصلوا للي حبو عليه. سنية تهدّت. ما عادش لا تقوم، لا تغسل و لا تنضف. قالت سايا رضيت بالخمج. الجماعة هاذم، اللي الكره و الحقد معشش في قلوبهم، اللي ما عندهمش لا دين لا ملّاى، وصلوا للي يحبو عليه. سنية ما عادش تغسل، ما عادش تنجم. كل صباح كي تقوم وتجي تحط الماء البارد على بدنها، تؤخّر. يديها، مشققة و ضربهم الصقيع. صوبعها يابسة، حمر،. سنية، اللي عمرها ما شكات مالروماتيزم، اليوم تقول عمرها مياة و قفة. الماء البارد كي السكاكن يكسر الحجر خلي البدونات. الوصخ يذل، و يهين، ويهد. سايا نحولها آخر حاجة كانت مكبشة فيها: النظافة. ومع النظافة، نحولها عزتها و كرامتها.
بيت سنية في جناح سپاسيال. حبس داخل الحبس. مقطوعة مالدنيا. بلاصة موحشة، لا حس، لا دفا. بلاصة مجعولة باش تهد. الحيوط كي الوجوه اللي دايرة بيها تڤلّص العضام و القلوب. سنية قاعدة تموت بالعرق. كل نكتة ماء باردة، في عوض ما تنظف، ولات كي السم يدخل في البدن. سنية ما عادش مراء، سنية ولات حاجة. كان الوسخ و القمل و الجرب، دايرين بيها. علاش هذا الكل؟ خاترهم يحبّوها تعيش هكا. خاترهم يشيخو و يحسو رواحهم عباد كي يعذبو غيرهم.
اليوم بابا مشالها للپارلوار. يتفرج من ورى البلار في بنتو و اللي عملوه فيها. يتفرج في وجهها، يتفرج في صوابعها المنفوخة بالصقيع، يتفرج في بدنها اللي تهد و في رأسها المطبس، وخرج من غادي هو زادة مطبس راسو، مكسّر، محطم. بابا، اللي عمره 82 سنة، اللي لتوى كل يوم يقوم عالفجاري و يمشي يخدم، ساكت، ساكت على الوجيعة اللي في قلبو، عجزوه، ما ينجم يعمل شيء.
سنية مشات للپارلوار كي العادة مع الڤارديانة. ڤرديانة لابسة باركا خشينة. حتى الڤرديانات ماعاتش منجمين البرد متاع الحبس، أما بالقليلة عندهم كبابط يدفاو بيهم. Et c'est vrai. سنية العزيزة، تتڤضرف، بدن امسّخ, و حوايج مسخة. قول القايل من حقها تخرج صابونها لمّسخ لعايلتها يغسلهولها. بالقانون عندها الحق، أما الجنرالة قالت لا. علاش؟ خاترها تحب تشوفها ذليلة، و تتفرج في النساء مطبسين على سطل ماء بارد، يغسلو بيديهم و بصوبعهم الموجوعين، تشيخ و تتفرهد. سنية ما عادش منجمة. لا عد عندها قوة لا باش تغسل بدنها، لا باش تغسل حوايجها. باركى في الوسخ. موش خاترها حابة، أما خاترهم حبّوها و لزمو عليها تعيش هكا.
و يكملو يهدوها بالماكلة، باردة كي حبسهم و قلوبهم و كان حب ربي قبوراتهم. كل شي عاملينو و قارينلو حساب باش يهدها، باش يكسرها، باش يقتلها بشويّة بشويّة. كل يوم تزيد تموت شويّة، موش كان من البرد، أما من الذل، ومن القهر، ومن الميزيرية اللي معيشينهالها.
قالولي سنية متغشّة. عللي صاير فيها، عللي قرروا يعاقبوها و يقتلوها خاترها قالت كلمة ما تعجبش، هاترها قالت الحقيقة، وقالتها بصوت حرّ. أما اليوم غشها ولّا بالساكتة. ما عادش عندها القوة باش تصيح. سنية سكتت، حاملة القهر والذل، حاملة الوسخ، حاملة السكات. سنية مش عايشة. سنية قاعدة تموت بالعرق. الجماعة قرروا يهدو سنية، قريب يقتلوها و يرتاحو.
علاش سنية ما عندهاش الحق باش تلبس ڤواندوات؟ علاش ما عندهاش الحق في ماء سخون تغسل بيه بدنها؟ علاش كل يوم عاملين من عذابها صنعاة؟ هاذي عدالتهم؟ هذا اسلامهم؟ دينهم يحرموا مراء حتى من حقها في كرامتها؟
اليوم نتفرجو في مرابيط خارجين من حبوسات بشار الأسد. ناس عدات سنين تعيش في القهر و التعذيب. واليوم خرجو بعد ما طاح الديكتاتور. خاتر كل ديكتاتور يجيه نهار. واحنا نبكيو عليهم و على اللي قساوه. اما تفكرو يللي تبكيو، تفكروا اللي قريب منكم، ربع ساعة على دياركم الدافية و الفاوحة، في بلادكم، في تونس الخضراء فمّا مربوطة تعيش في نفس القهر. فمّا مرابيط في تونس يعيشوا في نفس الميزيرية. يعيشوا في نفس الذل، ونفس العذاب.
سؤالي اليوم، زعمة الجنرالة اللي قررت تقتل سنية؟ ولا أوامر مالفوق؟ باللي كون يجيك نهار يا ظالم، في الدنيا و في الآخرة الحساب لازم منوا. و اللي وصّلو سنية، و اللي حكمو عليها، و اللي تفرجو و ما نددوش بالظلم يجي نهار الحساب. وكل واحد يجاوب على اللي عملو و يتحمل مسؤليتو.
اليوم، سنية قاعدة تموت. قاعدة تموت مالبرد و مالسكات. قاعدة تموت بالساكتة. أما انا صوت سنية، نوصل صوتها وما يسكتونيش. اليوم، أختي صيحة نصيحها نهد بيها الحيوط و الحبال. اسمعوها و حسّو بيها. وما تنساوهاش. ما تنساوش سنية. ما تنساوش اللي عاملينهولها. وما تنسوش اللي يجي نهار الحساب اللي كل شي يخلص فيه، هذا مش تهديد، هذا وعد.
Retour au blog